يُعد من فوائد التجويد أنه يفتح للمسلم بابًا واسعًا لفهم القرآن وتذوق جمال ألفاظه ومعانيه، فليس التجويد مجرد قواعد تُحفظ لتلاوة الآيات بها، بل هو فن ينقل القارئ إلى مستوى أعمق من التأمل والخشوع. فحين يُعطى كل حرف حقه ومستحقه، تظهر روعة القرآن كما أنزل على نبينا الكريم محمد “ص”، وتصبح التلاوة أكثر قربًا للقلب وتأثيرًا للنفس.وفي هذا المقال،سنوضح مفهوم التجويد، وأهم فوائده، ومراتب قراءته، وحكم تعلمه، وأبرز النصائح التي تساعدك على البدء بطريقة صحيحة.
ما مفهوم التجويد؟
من فوائد التجويد أنه يساعد على فهم وتقدير جمال القرآن الكريم من خلال النطق الصحيح للحروف والكلمات.ومن هنا نذهب إلى تعريف التجويد في اللغة والاصطلاح :
● فالتجويد لغويًا يعني الإتقان والتحسين، فكما يُقال “جودت الشيء تجويدًا” أي أحسنت وأتقنت الأداء، ومنه كلمة “جيد” أي حسن. وبالتالي، التجويد في اللغة يرتبط بتحسين النطق وإتقان الأداء عند قراءة النصوص.
● أما في الاصطلاح :فالتجويد علم متخصص يعنى بأداء الحروف والكلمات القرآنية على نحو صحيح، مع إعطاء كل حرف حقه من الصفات الثابتة مثل الاستعلاء والاستفال، وتطبيق الأحكام المرتبطة بهذه الصفات مثل التفخيم والترقيق والإدغام والإظهار. وقد عرفه الإمام ابن الجزري بأنه: إعطاء الحروف حقوقها، وترتيبها بحسب مراتبها، وإرجاع كل حرف إلى مخرجه وأصله، وإلحاقه بنظيره وشكله، مع الحفاظ على النطق الطبيعي دون إسراف أو تكلف. ومن أبرز أهمية التجويد في تلاوة القرآن أنه يجعل القراءة واضحة ومفهومة، ويجنب الوقوع في الأخطاء اللحنية، سواء الجلي منها أو الخفي، ويزيد من التأثير الروحي للتلاوة.
10 فوائد أساسية لتعلم التجويد وإتقان تلاوة القرآن
من فوائد التجويد أنه يساعد المسلم على قراءة القرآن بشكل صحيح ومتقن، مع فهم معانيه والتقرب إلى الله تعالى،ولنتوسع أكثر في معرفة فوائد تعلم التجويد يجب قراءة النقاط التالية:
1- تعلم أحكام التجويد الصحيحة: تُعد معرفة الأحكام النظرية والعملية للتجويد من أساسيات قراءة القرآن. فهي تضمن النطق السليم وتجنب الأخطاء اللحنية، سواء الجلية أو الخفية، وتوضح أهمية التجويد في تلاوة القرآن بشكل عملي.
2- التمكن من التلاوة السليمة: يساعد التجويد على التحكم الكامل في النطق، والوقف والابتداء، وإدراك الفواصل بين الكلمات والآيات، مما يعزز أثر التجويد على فهم القرآن ويجعل التلاوة أكثر وضوحًا وتأثيرًا.
3- الحصول على الإجازة في التلاوة: بعض الدورات تمنح شهادات وإجازات رسمية لمن يجتاز متطلبات الدورة بنجاح، وهذا يمنح المشاركين شرف حمل القرآن وتعليمه للآخرين، ويعكس فضل تعلم التجويد في تطوير القدرات العلمية والعملية للقارئ.
4- التقرب إلى الله تعالى: التجويد جزء من تعظيم كلام الله، فهو يمنح القارئ إحساسًا بالروحانية والخشوع عند التلاوة، ويزيد من التفاعل الروحي مع الآيات، مما يعد من فوائد التجويد الأساسية.
5- تحسين الصلاة والعبادة: التلاوة الصحيحة تساعد المصلي على أداء الصلاة بخشوع وتركيز أكبر، وتساهم في تعزيز الطمأنينة النفسية أثناء العبادة، وتجعل الصلاة أكثر تأثيرًا روحيًا.
6- تنمية المهارات اللغوية والنطقية: تعلم التجويد يحسن مخارج الحروف وصفاتها، ويعزز القدرة على التعبير اللفظي والتأثير الصوتي، وهذا يوضح كيف يؤثر التجويد على صحة النطق بشكل مباشر.
7- تعزيز الصبر والمثابرة: تعلم التجويد يتطلب الالتزام والممارسة اليومية، مما يبني صفات الصبر والمثابرة والإصرار على إتقان العلم، ويزرع شعورًا بالانضباط الذاتي والتفاني.
8- فرصة العمل في مجال التجويد: إتقان التجويد قد يفتح المجال للعمل في التعليم الديني أو الإنشاد، سواء في المساجد أو المؤسسات التعليمية، خاصة في الدول الإسلامية التي تولي أهمية كبيرة للتجويد وتعليمه.
9-زيادة الأجر والثواب: قراءة القرآن بتجويد صحيح تجلب الأجر العظيم، وتحقق القرب من الله.وذلك من فوائد التجويد العظيمة.
10-الارتقاء الروحي والنفسي: التجويد يجعل قراءة القرآن تجربة مريحة للروح، ويعطي القارئ شعورًا بالسكينة والطمأنينة، ويزيد من الفوائد الروحية للتجويد على النفس والجسد، كما يعزز إحساس الانتماء للقرآن وتقدير جماله.
ما حكم تعلم التجويد؟
أوضح العلماء أن تعلم أحكام التجويد هو فرض كفاية، أي إذا قام به بعض المسلمين سقط عن الآخرين، أما تطبيق هذه الأحكام أثناء التلاوة فهو فرض عين على كل مسلم. كما أن تعلم التجويد يساعد على نطق الحروف بدقة وفق مخارجها وصفاتها، ويجعل القراءة سهلة وواضحة، ويجنب الأخطاء اللحنية سواء الجلية أو الخفية. وبذلك يظهر فضل تعلم التجويد في تعزيز فهم القرآن، وتحقيق الفوائد الروحية للتجويد، وتحسين صحة النطق، ليصبح القارئ أكثر قدرة على أداء تلاوة صحيحة.
ما هي مراتب القراءة في علم التجويد؟
تُعد مراتب القراءة في علم التجويد من أهم الأساليب التي تساعد القارئ على إتقان التلاوة، ومن فوائد التجويد أنه يتيح للمتعلم اختيار المرتبة الأنسب له مع الحفاظ على صحة النطق وسلامة الأداء. وتُبرز هذه المراتب أهمية التجويد في تلاوة القرآن لأنها تجعل التلاوة واضحة، مؤثرة، وخالية من الأخطاء،وهي كالاتي:
● التحقيق: هو أبطأ مراتب القراءة وأكثرها دقة، حيث يبالغ القارئ في تطبيق أحكام التجويد بشكل واضح ومنضبط، وهو الأسلوب الأكثر استخدامًا في تعليم التجويد للمبتدئين. يساعد التحقيق على تثبيت مخارج الحروف والصفات، ويوضح كيف يؤثر التجويد على صحة النطق، لأنه يعطي القارئ فرصة لتقويم لسانه وتعلم النطق السليم دون استعجال.
● الترتيل: هو أفضل المراتب في الفضل، ويعتمد على القراءة بتأنٍ وطمأنينة مع تدبر معاني الآيات. وهو المرتبة التي أمر الله بها: “ورتل القران ترتيلًا”. حيث يجمع الترتيل بين جمال الصوت وصحة الأداء ويُظهر بوضوح أثر التجويد على فهم القرآن، إضافة إلى أنه يقوي من فوائد التجويد الروحية مثل الخشوع والسكينة والطمأنينة أثناء القراءة.
● التدوير: مرتبة وسط بين الترتيل والحدر، وتُقرأ فيها الآيات بسرعة معتدلة مع الحفاظ على تطبيق الأحكام الأساسية للتجويد. وهو الأسلوب الأكثر شيوعًا في التلاوة اليومية، حيث يجمع بين ضبط الأداء وسهولة القراءة. ويُبرز التدوير فضل تعلم التجويد لأنه يسمح بتطبيق الأحكام دون مبالغة أو تقصير، مع تحسين الفهم والانسياب أثناء التلاوة.
● الحدر: هو القراءة السريعة مع مراعاة الأسس الضرورية للتجويد دون الإخلال بها. تُستخدم هذه المرتبة عند قراءة مقادير كبيرة من القرآن في وقت قصير. ورغم سرعتها، إلا أنها تحافظ على الصحة اللغوية وتقلل من الوقوع في اللحن الجلي والخفي، مما يبرز من فوائد التجويد في ضبط اللسان حتى أثناء القراءة السريعة.
أهم 6 نصائح قبل تعلم التجويد
من فوائد التجويد أنه يساعد القارئ على قراءة القرآن بوضوح وخشوع، ويُمكنه من فهم معاني الآيات والتأثر بها، لذلك فاتباع بعض الخطوات قبل البدء في تعلمه يسهل الطريق ويعزز أهمية التجويد في تلاوة القرآن منذ البداية.وتشمل:
1-الاعتماد على كتاب أو التعلم عبر منصة موثوقة: البدء بمصدر تعليمي صحيح يضمن تثبيت أحكام التجويد بطريقة واضحة مثل أكاديمية استقامة، وهو ما يعكس منذ البداية فضل تعلم التجويد وأثره في تحسين التلاوة.
2-اختيار وقت ومكان مناسب للتلاوة: الهدوء يساعد على التركيز في المخارج والصفات، ويُظهر جانبًا مهمًا من الفوائد الروحية للتجويد مثل السكينة والاطمئنان أثناء القراءة.
3- تقوية أساسيات اللغة العربية: ضرورة الإلمام بالنحو والصرف والنطق الصحيح للحروف يساعد على تجنب الأخطاء المتعلقة بالتجويد واللحن الجلي والخفي، ويجعل التلاوة أدق وأكثر سلاسة.
4-القراءة الجهرية بانتظام: القراءة بصوت مسموع تمنح المتعلم القدرة على سماع نفسه وتصحيح النطق، مما يوضح عمليًا كيف يؤثر التجويد على صحة النطق ويقوي مخارج الحروف وصفاتها.
5-وضع خطة يومية للتلاوة والتطبيق: تنظيم مقدار معين من الآيات يوميًا يساعد على تثبيت الأحكام تدريجيًا، ويجعل المتعلم يستشعر أهمية التجويد في تلاوة القرآن مع كل تقدم يحققه.
6-اختيار مصحف واضح ومناسب للنظر: المصحف ذو الخط الكبير والواضح يسهل القراءة، ويساعد خاصة كبار السن على أداء التلاوة بشكل صحيح ومتقن، مما يدعم فضل تعلم التجويد لجميع الأعمار.
وختامًا، تبين لنا أن من فوائد التجويد أنه ليس مجرد أحكام للتلاوة ، بل هو تجربة إيمانية ترتقي بالقلب قبل اللسان. فإتقان تلاوة القرآن يُصحح النطق، ويُجمل الصوت، ويُعمق الفهم، ويزيد الخشوع، ويقرب الإنسان المسلم من كلام الله عز وجل.وتعلم التجويد يبدأ بخطوة بسيطة، لكنه يمنح صاحبه الكثير من الطمأنينة والسكينة ويظهر ذلك أثناء الصلاة يتحقق الوضوح في التلاوة، سلامة اللسان و لذة التدبر، وكلها فوائد تجعل هذا العلم ضرورة لكل من يرغب في تلاوة قرآنية صحيحة.ولذلك، فإن المواظبة على التطبيق، والاستعانة بمصادر موثوقة مثل أكاديمية استقامة يجعل رحلتك مع القرآن أكثر ثباتًا وجمالًا. لترتقي إلى منزلة أهل القرآن الذين هم أهله وخاصته.