صلاح الإنسان عمومًا، والمرأة خصوصًا، يبدأ بصلاح علاقته بربه، وأقرب طريق لذلك هو التعلق بكتاب الله عز وجل، تلاوةً وحفظًا وتدبرًا. فقد قال الله تعالى: “إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم”فالقرآن هداية للنفس، وشفاء للصدور.وعندما تحفظ المرأة القرآن وتعمل به، ينعكس ذلك على قلبها وسلوكها وبيتها، فتكون قدوة لأبنائها ومجتمعها. ومع توفر سبل الحفظ اليوم ، وانتشار برامج حفظ القرآن عن بعد للنساء، أصبح من السهل أن تبدأ كل امرأة رحلتها مع القرآن من بيتها بسهولة وانتظام.
في هذا المقال، سنوضح أثر حفظ القرآن الكريم عن بعد على حياة المرأة المسلمة، ومعرفة دور أمهات المؤمنين في حفظ القرآن ونقله للأمة، مع عرض أساليب فعالة لتدبر المرأة المسلمة للقران الكريم.
أثر حفظ القرآن الكريم عن بعد على حياة المرأة المسلمة
يُعد فرصة جيدة لكل امرأة مسلمة تسعى لحفظ كتاب الله”عزوجل”وإحداث تغيير جوهري في سلوكها، نفسيتها،وحياتها ككل.وتكمن أهمية تحفيظ القرآن في حياة المسلمات في أنه وسيلة للتزكية والتطهير الداخلي. ومن أجمل آثاره على حياة المرأة ما يلي:
●تحصين النفس من الضلال والفتن، والقدرة على التمييز بين الحق والباطل.
●الارتقاء بالنفس،وتعزيز قيم الإسلام في القلب من الرحمة ، الصبر التواضع ،والتغافل.
●الشعور الدائم بالسكينة والطمأنينة،والقدرة على مواجهة صعوبات الحياة باتزان.
●شفاعة القرآن الكريم ، لأن القرآن يشفع لصاحبه يوم القيامة.
●الفوز بلقب “أهل الله وخاصته” عند الالتزام بالقرآن والعمل به.
●تحفيظ القرآن للنساء وأثره على الأسرة يظهر في تحسين العلاقة بالأسرة، وخاصة الزوج والأبناء،من خلال تطبيق تعاليم القرآن.
●الإسهام في تربية الأجيال على المبادئ الإسلامية الصحيحة.
●تحسين الصحة النفسية، والتقليل من التوتر والقلق، وتقوية الذاكرة والقدرة على التركيز.
دور أمهات المؤمنين: القدوة لكل امرأة مسلمة في حفظ القرآن ونقله للأمة
لم تكن رحلة المرأة مع كتاب الله جديدة في تاريخ الأمة، بل هي امتداد لمسيرة خالدة بدأتها أمهات المؤمنين والصحابيات الجليلات. فكن من أوائل من حفظن القرآن وعملن به وبلغنه للأمة، ليس فقط بالحفظ، بل بالشرح والفهم والتطبيق. واليوم، تستمر هذه الرسالة المباركة في صور متعددة، ومن بينها البرامج التعليمية الحديثة التي تتيح حفظ القرآن للنساء عن بعد، مما يمنح المرأة المسلمة فرصة حقيقية لتقتدي بأمهات المؤمنين في طلب العلم ونقله.
-أبرز أدوار أمهات المؤمنين ما يلي:
●اشتهرت أمهات المؤمنين عائشة، حفصة، وأم سلمة رضي الله عنهن بحفظ القرآن الكريم كاملاً.
●روت كل من عائشة وأم سلمة قراءات مختلفة للآيات، ما يدل على دقتهن في النقل والحرص على تنوع الروايات.
● الصحابية أم ورقة رضي الله عنها كانت من أوائل من جمعن القرآن، وسميت “بـالشهيدة” لفضلها ومكانتها.
●حفصة رضي الله عنها احتفظت بالمصحف الذي جُمع في عهد أبي بكر، وكان مرجعًا في عهد عثمان عند توحيد المصاحف.
● عائشة رضي الله عنها كانت تُملِي مصحفها الخاص، كما كانت تعتمد على ما سمعته من النبي صلى الله عليه وسلم بدقة.
●أمهات المؤمنين شاركن في تفسير القرآن واستنباط الأحكام، وكان لعائشة منهج مميز في التفسير باستخدام السنة وأسباب النزول.
●حرصن على تعليم النساء، ونقل معاني القرآن لغيرهن، فكنّ من أوائل من نشرن علوم القرآن بين النساء في المجتمع الإسلامي.
أساليب فعالة لتدبر وحفظ القرآن للنساء
في البرامج التعليمية الحديثة، لم يعد الهدف مجرد حفظ الآيات فقط، بل أصبح التركيز أيضًا على تدبر المعاني وفهم المقاصد. وهذا ما تسعى إليه الكثير من منصات حفظ القرآن عن بعد للنساء مثل أكاديمية استقامة حيث تجمع بين الحفظ والتدبر،ومن أبرز الأساليب الفعالة للتدبر أثناء حفظ القرآن الكريم:
1-مراعاة آداب التلاوة: مثل الطهارة، واختيار مكان مناسب، والخشوع، والتفرغ الذهني.
2-تلاوة الآيات ببطء وتأنٍ، و التركيز على التدبر أكثر من إنهاء السورة.
3-الوقوف على كل آية، وتأمل معانيها .
4-فهم السياق التفصيلي للآية من حيث: التركيب اللغوي، المعنى، أسباب النزول، المفردات الغريبة، والدلالات.
5-ربط الآية بالواقع، وجعلها مقياسًا للحياة اليومية .
6-العودة إلى تدبر الصحابة والسلف الصالح للآية وكيفية تفاعلهم معها.
7-مراجعة تفاسير و أقوال المفسرين الموثوقين.
8-النظر إلى القرآن كنص شامل مترابط، وعدم التعامل مع الآيات بشكل مجزأ.
9-التأمل في الأهداف الكبرى للقرآن، مثل الهداية، التربية، التشريع، والتهذيب.
10-الثقة التامة بالنص القرآني، ومحاولة فهمه .
11-معايشة الآيات ،وتكرار العودة لنفس الآيات، لأن المعاني تتجدد ولا تُستوعب من أول مرة.
12-محاولة فهم كل سورة والرسالة التي تحملها.
13-القراءة في كتب التفسير ، مثل:القواعد الحسان لتفسير القرآن( للسعدي )،ومفاتيح للتعامل مع القرآن (للخالدي).
وختامًا،يُعد التعليم عن بُعد فرصة ثمينة في عصرنا الحديث، خاصةً حين يتعلق الأمر بحفظ كتاب الله. فقد أصبح حفظ القرآن للنساء عن بعد نعمة عظيمة تستحق شكر الله عليها آناء الليل وأطراف النهار، لما له من أثر طيب على راحة النفس وهدوء الروح، فهو نور الأبصار، وسكينة القلوب.واليوم ، فأصبح لدى كل امرأة مسلمة حريصة على دينها حفظ القرآن من البيت ، من خلال حلقات حفظ القرآن عن بعد للنساء ، و التي تقدمه أكاديمية استقامة، تحت إشراف معلمات مجازات بسند متصل إلى النبي (ص). ولا يقتصر الأثر الإيجابي للحفظ علي المرأة فقط، بل إن تحفيظ القرآن للنساء وأثره على الأسرة واضح وممتد ، حيث تسهم المرأة الحافظة لكتاب الله في بناء بيت مستقر ومتماسك، وتغرس في أبنائها حب القرآن وتعاليمه، مما ينعكس على سلوكهم وتربيتهم بشكل إيجابي ومستمر.
للتواصل مع منصة استقامة
● الجوال: 966504149023
- البريد الإلكتروني: info@istiqamaacademy.net
*ابدئي رحلتك مع القرآن … مع استقامة!
الاسئلة الشائعة
1-كيف ألتزم بحفظ القرآن عن بعد وأثبت عليه؟
من خلال الالتزام بمواعيد حلقات حفظ القرآن للنساء عن بعد وعدم تأجيل الحفظ. وتنظيم الوقت وتحديد ساعة ثابتة يوميًا للقرآن.
2-ما الفائدة التي تعود على المرأة من حفظ القرآن الكريم؟
حفظ القرآن يمنح المرأة راحة نفسية، ويقوي علاقتها بالله، ويُهذب سلوكها داخل بيتها ومع كل من حولها، بالاضافة إلى نيل الأجر في الدنيا والآخرة.